بتاريخ 16 أيار 2016 أطلّ أحد المساهمين في كازينو لبنان والموظف فيه ناجي سالم بحلقة تلفزيونية على إحدى المحطات اللبنانية ليتحدث فيها عن ملف الفساد في هذا المرفق العام وغيرها من المواضيع في الشأن نفسه. لم يكن سالم يعرف يومها أنه يوقّع بيديه ورقة طرده من عمله بسبب تجاوز "المحرمات" وكسر الأعراف عبر فضح جزء لا يذكر من الفساد الذي يعشعش في ذلك المكان.
يدرك كل من يشاهد الحلقة أنه عند كلّ سؤال كان يوجّه الى سالم كموظّف في الكازينو كان يردّ عليه بأنه لا يحق له التحدّث دون إذن من رئيس مجلس الادارة، وبالتالي إقتصرت إجاباته على كونه "مساهماً" في كازينو لبنان. هنا تشرح مصادر مطلعة أن "من حق أي مساهم في الكازينو أن يتحدث في الموضوع الذي يريده والذي يخص هذا المرفق العام لكونه يملك أسهماً فيه دفع ثمنها، وهذه هي حال ناجي سالم مع الفارق أن الأخير تحدّث بصفته مساهماً في مؤسسة عمل ويعمل فيها ويراها اليوم تذهب نحو الحضيض فجاء الردّ مخالفاً للقانون بطرده".
تسلّم ناجي سالم إنذاراً بتاريخ 17 أيار 2016 مرسلاً من كازينو لبنان بواسطة المحامي ريمون شديد، جاء مضمونه أنه "عملا بأحكام المادة 74 من قانون العمل الفقرة 3 وبما أنكم أقدمتم من خلال ظهوركم في برنامج تلفزيوني على الاساءة للشركة فقد تقرر صرفكم من العمل، اعتباراً من تاريخ إرسال هذا الكتاب مع ملاحقتكم والزامكم بالتعويضات والعطل والضرر". هنا يروي سالم قصة طرده ومن ثم الإدعاء عليه في المحاكم، ويشير الى أنه "بتاريخ 17 أيار 2016 الساعة السادسة صباحا تبلّغ الإنذار فما كان من أحد الأصدقاء إلا أن نصحه بأن يتواصل مع وزير العمل سجعان قزي ليخبره بالقصّة وهكذا فعل"، ويلفت الى أنه "في اليوم التالي اتصل بقزي ليشكو له الأمر فكان جواب الوزير بداية أنني مخطئأ إذ لا يعقل أن كلّ من يملك بضعة أسهم في كازينو يقوم بالظهور اعلامياً والتحدّث عن هذا المرفق العام"، وأضاف: "إذا كنت أنت ستفعل ذلك فماذا تفعل انترا وبقية الشركات الكبرى".
يشير سالم الى أن "قزي طلب مني التريث وعدم رفع أي دعوى مقابل ألا تتقدم ادارة الكازينو بدورها بأي دعوى ضدي وهو عند عودته من جنيف في السادس من حزيران سيقوم بجمعي بحميد كريدي لحل المسألة"، ويلفت الى أنه في "ليل ذلك اليوم عاد ووردني اتصال من قزي يشرح لي فيه أنه تواصل مع كريدي والأخير أكد له أنه لن يرفع الشكوى". يؤكد سالم أنه "بناء على طلب الوزير لم يقم بأي خطوة فجاءه الجواب بدعوى مقدمة من كريدي ضده"، ويضيف: "بعد عودة قزي من السفر حاولت مراراً الاتصال به، لكن في كل مرة كانت تجيب السكرتيرة لتقول لي ان الوزير مشغول وعندما يسمح الوقت سيتصل ولم يتصل أبداً".
"النشرة" اتصلت بوزير العمل سجعان قزي للإستفسار عن الموضوع، فتذكر الحادثة. وأشار قزي الى أن "سالم موظّف بالأمن في كازينو لبنان وإشترى سهماً في المؤسسة وظنّ أنه به يستطيع تناول الكازينو عبر الاعلام"، مشيراً الى أن "سالم إدعى عبر القضاء والأخير رفض له الدعوى ووزارة العمل لا يجب أن تذهب أبعد من القضاء وهو الذي ردّ الدعوى، فماذا يمكن أن نفعل نحن؟!". يلفت قزي الى أنه "يوم حدثت المشكلة مع سالم أنا طلبت منه التروي للمعالجة مع مجلس إدارة الكازينو لكن رئيس المجلس حميد كريدي كان مستاءً مما قام به سالم ورفض التجاوب"، ومضيفاً: "الأمور باتت اليوم في يد لجنة العمل التحكيمية وسالم حصل على كامل حقوقه".
كما في كل مرة يتضح أكثر أن كازينو لبنان كالمسرح، فيه شخصيات رئيسية تؤدي أدوارها التي كتبها المؤلف، وفيه ممثلون "ثانويون" يتم الاستغناء عنهم متى شاء المخرج.